القائمة الرئيسية

الصفحات

تفسير قوله تعالى: ( أو إطـعـامٌ في يومٍ ذي مَسْـغَبة ، يتيمـاً ذا مَـقْـرية ، أو مسـكيناً ذا مَـتْربة )

تفسير الاية رقم 14 من سورة البلد - شرح قوله تعالىك ( أو إطـعـامٌ في يومٍ ذي مَسْـغَبة ، يتيمـاً ذا مَـقْـرية ، أو مسـكيناً ذا مَـتْربة ) البلد 14 

[ مَــسْغَبَـة ، مَـتْـربَـة ، قَسْـوَرة ، مَيْسَـرَة ..... ]
شـرح قولـه تعالى : ( أو إطـعـامٌ في يومٍ ذي مَسْـغَبة ، يتيمـاً ذا مَـقْـرية ، أو مسـكيناً ذا مَـتْربة ) البلد 14 .

في اللغـة العَـربيّة ، يُصـاغُ الاسـمُ على وزْن [ مَــفْــعَــلـة ] ، للدلالة عل الكَـثْرة ، فالمكانُ الكثير الكُتُب [ مَـكْتَـبة ] ، و الكثيرُ الدراسـة [ مَـدْرسَـة ] ، و الكثيرُ القُبـور [ مَـقْـبَرة ] ، و الكثيرُ العِـراك [ مَـعْركَـة ] ، و الكـثير المَـمـرّات الجبليّة أيْ : الشُـغُور [ مَـشْـغَـرة ] و هـو اسـم مـدينة في لبنـان ، ...
و في الآيـات الكـريمـة :
- مَـسْـغَـبَة : الجـوعُ الشـديد ، أو كـثرة الجـوع ، [ السَـغَـبُ = الجـوع ] .
- مَـقْـربَـة : الإنسَـان القـريب كثيراً ، مثل أولاد الأخوة و الأخوات مثلاً . 
- مـتْـربَـة : الإنسَـان الشـديد الصـداقة .
- مـخمَــصَـة : المجـاعة الشَـديدة العــامّة .
- قَــسْــوَرَة : المكـان الكثـير الأسـود ، لأنّ : [ قَــسْــوَر = الأسَـد ] .
و بذلك يُصبـحُ قولـه تعالى : ( فَـلا اقْتَحَـمَ العقَـبة ...... فـكّ رقَـبة ، أو إطـعـامٌ في يومٍ ذي مَسْـغَبة ، يتيمـاً ذا مَـقْـرية ، أو مسـكيناً ذا مَـتْربة ) البلد 14 : 
أيْ أنّ الإنسَـانَ عندَ ولادتـه ، لا يعْـرفُ كيْفَ يتغذّى و لا منْ أيْنَ يتغـذّى ، فالله قـد زوّدّه بوسـائل التغْـذيَة : ( لسـاناً و شَـفتيْن ) ، ثُـمّ هـداه لمكـان التغذية : ( النجْـديْن ) ، فالنجْـديْن هُنـا هُمـا : ثـدْيَـيْ الأُمّ ، لأنّ المكـان المُـرتفع يُسـمّى [ نجْـد ] و النُجـود : اسْـم اُنثى .
و عندمـا كَـبُر ذلك الإنْسـانُ لـمْ يُطْـعـمْ أحـداً ، و لو كـان شـديد القرابة أو الصـداقة ، و لـمْ يُحـرّر أحـداً من الأسْـر أو العبوديّة ، و هـذه هي الآيات الكـريمـة : 
( ألَـمْ نجْعَـلْ لـه عـيْنين ، و لسَـاناً و شَـفتيْن ، و هَـديْنـاهُ النَـجْـديْن ، فَـلا اقتَحَـمَ العَقَـبَةَ ، و مَـا أدراكَ مَـا العَقَـبة : فـكّ رقَـبة ، أو إطـعـامٌ في يومٍ ذي مَسْـغَبة ، يتيمـاً ذا مَـقْـرية ، أو مسـكيناً ذا مَـتْربة ، ثُـمّ كـانَ منَ الذين آمـنوا و تَـواصَـوأ بالصَـبْر و تواصَـوْا بالمَـرحَـمَة ، أولائـكَ أصْـحـابُ المَــيْـمـنـة ) البلد 8 / 18 .
- المَــرحَـمَـة : الرحمـة الكـثيرة بالناس و المخلوقات الأخـرى ، فـعلى الناس أنْ يتواصَـوا ب [ المـَرحـَمـَة ] ، و ليْسَ القتْل و تخريب بيوت الآخـرين ... 
- المَـيْمَـنَـة : أكـثَرُ قُـرباً منَ الله تعالى ، منْ أصْـحاب اليَـمين . و لذلـكَ :
مـيّزَتْ سُـورةُ الواقعـة بين أصـحاب [ اليـمين ] ، و بين أصـحاب [ الـمَـيْمَـنة ] بمـراتب الجنّـات و المـيزات في الجنّـة ، انظـروا إلى قولـه تعالى : ( و أصـحابُ المَـيمَـنَة مَـا أصْحابُ الـمَـيْمَـنة ) الواقعة 8 ، ( و أصحابُ اليميـن مَـا أصْحابُ اليَمين ) الواقعة27 .
يُــسْْـر ، مَـيْسَــرة : 
يجبُ التمـييز أيْضـاً بين كـلمـة [ يُسْـر ] ، و بيْن كـلمة [ مَـيْسَـرة ] ، فاليُسْـر لا يكـونُ شـاملاً لكلّ نواحي الحـياة ( فإنّ مـعَ العُـسْـر يُسْـراً ) الشَـرح 5 .
فـإذا كـانَ إنْسَـانٌ مـَدينـاً بمبـلغٍ مـنَ المـال ، فعـلى الـدائن الصـبْرَ على المَـدين حـّتى يُصـبح في [ مَـيْسَـرَة ] بكل نواحي الحياة و يحلّ [ جميع ] مشاكله المـاليّـة ، و ليْسَ فقـط توفّـر المبلـغ لـديْه ، فقـدْ يحتاجُـه لأمُـورٍ ضـروريّة اُخْـرى ، 
انظـروا جيّـداً لقـولـه تعالى : ( و إنْ كـانَ ذو عُـسْـرةٍ ، فَـنَـظِـرةٌ إلى - مَـيْسَـرَة - ) البقرة 280 ، و لـمْ يقُل : [ فَـنـظـِرةٌ إلى يُـسْـر ] .
الأولادُ [ مَـجْـبَـنَـة ] :
تقولُ الحـكـمَةُ الشـهيرة : [ الأولادُ مَـجْـبَـنَـة ] ، أيْ أنّ الأهْـلَ على استـعْداد ليكونوا في [ مُـنْتـهى الجُـبْن = مَـجْـبنـة ] أمَـامَ الآخـرين ، من أجْـل أولادهـم .

تعليقات